لا يختلف اثنان على أن المنتخب الناميبي يمثل واحدا من فرق قليلة للغاية غير مرشحة على الاطلاق لعبور الدور الاول في بطولة كأس الامم الافريقية السادسة والعشرين 2008 بغانا والتي تنطلق فعالياتها يوم السبت المقبل.
ولكن المفاجآت التي شهدتها معظم البطولات الكبيرة على مدار السنوات الأخيرة في كل أنحاء العالم تبقي على أمل "المحاربون الشجعان" كما يطلق على المنتخب الناميبي.
ولم يكن الارتياح الذي سيطر على أصحاب الأرض بعد وقوعهم في هذه المجموعة نابعا من فراغ حيث اعتبر المسئولون عن المنتخب الغاني أن مجموعتهم من ثلاثة منتخبات فقط نظرا لان المنتخب الناميبي سيخوض النهائيات وهو المصنف الاخير بين جميع المنتخبات الستة عشر التي وصلت إلى النهائيات.
ورغم النشاط الملحوظ لناميبيا على ساحة كرة القدم الافريقية في آخر 15 عاما منذ تأسيس الاتحاد الناميبي للعبة في 1990 وانضمامه إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في 1992 لم يتأهل الفريق إلى النهائيات سوى مرة واحدة سابقة كانت عام 1998 في بوركينا فاسو وخرج الفريق من الدور الاول بعدما خسر مباراتين وتعادل في واحدة فقط.
ولذلك فإن المنافسة على اللقب أو التأهل للمربع الذهبي في البطولة القادمة لن يكون طموحا منطقيا لهذا الفريق الذي تتمثل طموحاته في عبور الدور الاول وهو أمر صعب للغاية أيضا نظرا لأنه أقل فرق المجنموعة الاولى من حيث المستوى والتاريخ والخبرة.
ومثلما كان تأهل الفريق إلى نهائيات البطولة عام 1998 ببوركينا فاسو مفاجئا كان تأهله للنهائيات القادمة من مفاجآت التصفيات خاصة وأنه احتل قمة مجموعته في التصفيات برصيد عشر نقاط بفارق نقطة واحدة أمام منتخب جمهورية الكونغو ونقطتين أمام ليبيا وأربع نقاط أمام إثيوبيا وهذا الفارق بين منتخبات المجموعة يوضح أن رحلة التصفيات لم تكن سهلة على الاطلاق.
وخلال رحلة التصفيات حقق المنتخب الناميبي الفوز على إثيوبيا 1/صفر و3/2 وعلى ليبيا 1/صفر وتعادل مع ضيفه الكونغولي 1/1 وخسر أمام الكونغو 2/3 وأمام ليبيا 1/2 .
ورغم المساحة الكبيرة لناميبيا والتي تزيد على 825 ألف كيلومتر مربع والتي تجعلها من أكبر الدول الافريقية مساحة تكمن مشكلة ناميبيا في قلة تعدادها السكاني الذي لايتجاوز مليوني نسمة مما يجعل ممارسي اللعبة أقل من بلدان أفريقية كثيرة وبالتالي تكون دائرة اختيار لاعبي المنتخب محدودة للغاية.
وتبدو فرصة المنتخب الناميبي صعبة للغاية في بلوغ الدور الثاني من البطولة خاصة مع الارتباك الذي حدث في الطاقم التدريبي للفريق في الايام الماضية بعد وفاة المدرب الزامبي بن بامفوشيل الذي قاد الفريق للنهائيات لكنه توفي قبل أيام.
ويضاعف من صعوبة المهمة على المنتخب الناميبي أن الفريق يعتمد على مجموعة من اللاعبين تخلو بالفعل من النجوم خاصة وأن معظم محترفي ناميبيا يلعبون لاندية أفريقية وليس في أوروبا. ويتركز معظم هؤلاء المحترفين في أندية جنوب أفريقيا.
ويمثل كولين بنيامين لاعب هامبور ج الالماني أبرز نجوم المنتخب الناميبي وقد عاد إلى صفوف الفريق مؤخرا بعد أن حرمته الاصابة والعملية الجراحية في الركبة من المشاركة مع الفريق في معظم مبارياته بالتصفيات.